تزداد الأزمة الاقتصادية سوءًا في إيران، هذه الأيام، مع تراجع جديد للعملة الإيرانية مقابل العملات الأجنبية، وارتفاع ملحوظ في أسعار الذهب على خلفية الأزمة الأخيرة مع دول الجوار والأحداث الأمنية والسياسية في إيران.
ودعت الصحف الإصلاحية وشبه المستقلة، المسؤولين للعمل على إيجاد حلول سريعة، ومنع مزيد من الانهيار الاقتصادي، وتفاقم تراجع قدرة المواطنين الشرائية.
وقالت صحيفة "هم ميهن": إن اقتصاد إيران بات يسير بشكل متسارع نحو "الانحطاط"، وأن السلطة لا عزم لديها لمنع هذا السقوط والانحطاط الاقتصادي، لافتة إلى السياسات الحكومية تزيد من سرعة هذا السقوط الاقتصادي، بدلًا من منعه وإيقاف حركته الصاعدة.
أما الصحف المقربة من الحكومة مثل "كيهان" فقالت: إن الوضع في إيران ليس سيئًا، كما يصوره "الأعداء" في الخارج أو أياديهم في الداخل؛ حيث يحاولون تضخيم المشاكل الاقتصادية والمعيشية والثقافية والاجتماعية، ونشر اليأس والإحباط بين الإيرانيين.
وذكرت أن السبب وراء كل محاولات التشويه هذه هو تثبيط المواطن الإيراني عن المشاركة في الانتخابات، معتقدة أن حل جميع المشاكل يكمن في المشاركة بالانتخابات.
كما اهتمت صحف النظام اليوم بهجوم الحوثيين الجديد على ناقلة نفط بريطانية، وتسجيل أضرار في السفينة، واعتبرت صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري أن الهجوم الجديد للحوثيين هو صفعة جديد يوجهها "أنصار الله" إلى التحالف الأميركي البريطاني في البحر الأحمر.
وكتبت "كيهان" المقربة من خامنئي في عنوانها الرئيس، وقالت: "صيد ثمين في خليج عدن.. اليمنيون يحرقون وقود المقاتلات الإسرائيلية".
ويأتي هذا الإطراء والترحيب في الوقت الذي تدعي فيه إيران أنه لا دور لها في هجمات الحوثيين، وأنهم لا يتلقون التعليمات والأوامر من طهران.
في موضوع آخر تناولت صحيفة "جمهوري إسلامي" الوضع "الكارثي" لهجرة الممرضين في إيران، وكتبت في صدر صفحتها الأولى، اليوم، الأحد: "إحصاءات مفزعة لهجرة الممرضين من إيران.. حالة شح الممرضين كارثية"، وهو عنوان مقتضب من تصريحات لعضو المجلس الأعلى للنظام الممرضين في إيران، عبدالله ثقفي.
وذكر المسؤول الإيراني أن السبب الرئيس الذي يدفع بالممرضين إلى الهجرة هو سوء الأوضاع الاقتصادية، وقلة الاهتمام بهؤلاء الممرضين؛ حيث لا يجدون ما يجذبهم للبقاء في بلدهم، موضحًا أن 3000 ممرض وممرضة يغادرون إيران سنويًا، وهذا رقم كارثي في منظور الطب والطبابة.
ونقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": الانتخابات في إيران أصبحت محل سخرية واستهزاء
قالت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية، تعليقًا على التطورات الأخيرة المتعلقة بالانتخابات في إيران، وإقصاء الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني ورفض تزكيته من قِبل مجلس صيانة الدستور: إن كل شيء أصبح اليوم واضحًا للعيان ولم يعد هناك شك وغموض لدى النشطاء السياسيين من الوضع والانسداد السياسي الذي تعيشه إيران.
وأضافت الصحيفة: الرسائل التي تُرسل إلى المجتمع من خلال هذه الإجراءات واضحة، ويبدو أنه لا إمكانية لتحقيق مطالب الناس عبر انتخابات تنافسية، معتقدة أن الأقلية الحاكمة تسعى للفوز بأي ثمن حتى لو كان على حساب عدم المشاركة الشعبية وذبح العملية الانتخابية، لافتة إلى ما شهدته محافظة خراسان جنوبي؛ حيث تم رفض جميع المرشحين لانتخابات مجلس "خبراء القيادة"، باستثناء الرئيس الحالي إبراهيم رئيسي.
وأشارت إلى أن ما حدث في خراسان صورة مصغرة من مشهد كبير من الوضع الحالي في إيران، الحالة تشبه النكتة والطرفة، فالانتخابات بلا طعم انتخابي بعد جعلها غير تنافسية، والواضح أن السلطة لم يعد يعنيها أن تصبح الانتخابات محل سخرية واستهزاء.
وقال الكاتب والمحلل السياسي، علي باقري، أحد الشخصيات المقربة من الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني للصحيفة: نتيجة الانتخابات واضحة، لكن ليس لدينا حل سوى العمل على الإصلاحات التدريجية والقائمة على المشاركة في الانتخابات وعدم مقاطعتها.
"جملة": مافيا النفايات في إيران وحجم كبير من السيولة المالية
نقلت صحيفة "جمله" تصريحات مساعد وزير العدل الإيراني، عسكر جلاليان، الذي قال إن هناك "مافيا" تعمل في قطاع جمع النفايات في إيران ولديها أموال هائلة، مؤكدًا أن الحجم السنوي للسیولة المالية لهذه "المافيا" يبلغ 3 آلاف مليار تومان، وأضاف: "لكن النسبة غير الرسمية أعلى من ذلك بكثير".
وأوضحت الصحيفة، تعليقًا على هذه التصريحات، أن هذه "المافيا" تستغل الأطفال والفقراء للعمل لها؛ حيث تدفع لهم رواتب حسب كمية النفايات التي يجمعونها، لافتة إلى أن العاملين في هذا المجال يعملون عبر طريقتين: إما بشكل مباشر من خلال العقود التي يبرمها المقاولون مع البلديات الحكومية، أو يعملون لأصحاب الكراجات الكبيرة في إعادة تدوير النفايات.
وقالت: إن طرح موضوع "مافيا" النفايات في هذا التوقيت والكشف عن حجم الأموال المتداولة في حساباتهم قد يكون الهدف منه هو اقتطاع حصة لهم وتقاسم الأموال فيما بينهم، وليس بهدف محاسبة هؤلاء المتورطين في هذه الأعمال وإنهاء نشاطهم.
"توسعه إيراني": تضخم كبير في المواد الغذائية والحكومة لا تريد العمل على إنهاء التضخم والسيولة المرتفعة
أشارت صحيفة "توسعه إيراني" إلى تضخم كبير في مجال اللحوم في إيران؛ حيث تجاوزت نسبة التضخم في اللحوم الحمراء 98 بالمائة، وهو ما يضعها في قائمة السلع والبضائع الأساسية من حيث التضخم.
ونقلت الصحيفة كلام الخبير الاقتصادي، مرتضى أفقه، الذي قال إن الحكومة فشلت في القضاء على ارتفاع حجم السيولة، معتقدًا أن هذا الفشل ليس نتيجة العجز، وإنما نتيجة عدم الرغبة والإرادة من قِبل الحكومة.
وأوضح "أفقه" للصحيفة، أن الحكومة لا تريد القضاء على السيولة المرتفعة في البلاد؛ لأن ذلك سيكون مكلفًا؛ نظرًا لاصطدامه بمصالح بعض الأطراف المنتفعة من التضخم الكبير والسيولة العالية.
وقال الأستاذ الجامعي المنتقد لسياسات الحكومة: إن استمرار الوضع الحالي والتضخم المرتفع في السلع الأساسية يعني أن الفقر سينتشر في البلاد، لافتًا إلى أن الإيرانيين اليوم باتوا يتخلون عن الكثير من حاجاتهم ومتطلباتهم؛ لتوفير المواد الغذائية الأساسية.