أعلنت وزارة الخارجية البريطانية، لـ "إيران إنترناشيونال"، أن حزمة العقوبات الجديدة، التي فرضتها بريطانيا والولايات المتحدة، على طهران، تم إقرارها؛ ردًا على التهديدات الموجهة ضد صحفيي "إيران إنترناشيونال"، ومعارضي النظام الإيراني في الخارج.
وتشمل العقوبات البريطانية والأميركية، بحسب إعلان الخارجية البريطانية، مسؤولين إيرانيين أعضاء في الوحدة 840 التابعة للحرس الثوري، والمتورطين في مؤامرة قتل مذيع قناة "إيران إنترناشيونال"، فرداد فرحزاد، والمذيعة السابقة بالقناة، سيما ثابت.
وقال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، في هذا السياق، إن النظام الإيراني و"العصابات" الإجرامية، التي تعمل لصالحه، يشكلون "تهديدًا غير مقبول".
وأضاف أن حزمة عقوبات هاتين الدولتين تشمل السلطات و"العصابات"، التي تعمل على إضعاف وإسكات وتعكير صفو الحريات الديمقراطية في المملكة المتحدة.
بدوره قال وزير الداخلية البريطاني، جيمس كليفرلي، تعليقًا على العقوبات الجديدة ضد إيران، إن "النظام الإيراني سعى إلى إضعاف ديمقراطيتنا من خلال قمع الأصوات، سنستمر في الدفاع عن بلادنا وقيمنا وحرية البيان لدينا وسنتخذ الإجراءات اللازمة في هذا الخصوص".
وأضاف: "لا يمكننا أن نسمح لأنظمة أجنبية تتعاون مع المجرمين، بتهديدنا، إن فرض عقوبات على هذه الشبكات الإجرامية التي تعمل لصالح النظام الإيراني يؤكد لها أننا سنرد عليها".
وشدد وزير الداخلية البريطاني على أن أولوياته هي حماية الشعب البريطاني والدفاع عن أسلوب حياته، وأن لندن لن تتسامح مع تهديدات النظام الإيراني.
وشملت حزمة العقوبات البريطانية والأميركية الجديدة 7 أفراد وكيانًا واحدًا.
وهذه الشبكة تُدار من قِبل شخص، يُدعى ناجي شريفي زيندشتي، وهو تاجر مخدرات يعمل لصالح الاستخبارات الإيرانية.
وشلمت العقوبات كذلك محمد رضا أنصاري، أحد قادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، ومحمد عبدالرزاق كنفاني، أحد المقربين من بشار الأسد.
كما شملت العقوبات عبدالوهاب كوجك وعلي كوجك، وهما مواطنان تركيان، وعلي أسفنجاني ومحمد رضا ناصر زاده، وهما مواطنان إيرانيان متورطان في ملف قتل أحد معارضي النظام الإيراني في إسطنبول.
وفي بيان مستقل، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية، أنها فرضت عقوبات على رضا حميدي راوري، ضابط وزارة الاستخبارات الإيرانية، وذلك لإشرافه على عملية اختطاف واغتيال مواطنين إيرانيين في الخارج بقيادة شريفي زيندشتي.
وقالت وزارة العدل الأميركية، إن مواطنًا إيرانيًا، يدعى ناجي شريفي زيندشتي، ومواطنين كنديين آخرين، استغلوا التجارة للقيام باغتيالات في الولايات المتحدة الأميركية.
وأضافت: تواطأ هؤلاء الأفراد الثلاثة لقتل شخصين في ولاية ماريلاند.
وكان الهدف من خطتهم هو قتل مواطنين إيرانيين أتوا إلى الولايات المتحدة، وقدموا طلبات للجوء في ولاية ماريلاند الأميركية.
وقال مسؤول بوزارة العدل الأميركية، بعد الإعلان عن العقوبات الأميركية الجديدة ضد طهران: "إلى أولئك الذين يتآمرون في إيران للقتل على الأراضي الأميركية، وأولئك الذين يتعاونون معهم: اتهامات اليوم تبعث برسالة واضحة، وهي أن وزارة العدل ستفعل كل ما يلزم إذا كان ضروريًا ويحقق العدالة".
وكانت قناة "إيران إنترناشيونال" أكدت في تقرير سابق، حسب معلومات حصرية، أن قائد عصابة الاختطاف وتهريب المخدرات وأحد العناصر التابعة للاستخبارات الإيرانية، ناجي شريفي زيندشتي، أصبح اللاعب الأول في سوق المخدرات الإيرانية، بالتعاون مع قادة الحرس الثوري.
وبحسب هذه المعلومات، فإن الموجة الأخيرة من إعدامات المتهمين بجرائم تتعلق بالمخدرات جاءت نتيجة صراع داخل الحرس الثوري الإيراني؛ للسيطرة على سوق المخدرات داخل إيران وخارجها.
وتعليقًا على العقوبات الأميركية الجديدة، قال مساعد وزير الخزانة الأميركية، برايان إي نلسون: "إن الجهود المستمرة التي يبذلها النظام الإيراني لاستهداف المنشقين والناشطين تظهر انعدام الأمن العميق لدى النظام، والجهود المبذولة لتوسيع القمع الداخلي الإيراني على المستوى الدولي".
وأضاف: "ستواصل الولايات المتحدة، إلى جانب حلفائها وشركائها الدوليين، بما في ذلك المملكة المتحدة، محاربة القمع العابر للحدود الذي يمارسه النظام الإيراني، وستستخدم جميع الأدوات المتاحة لوقف هذا التهديد، خاصة على الأراضي الأميركية".
وكانت قناة "آي تي في" البريطانية، ذكرت في تقرير سابق، أن جواسيس الحرس الثوري الإيراني عرضوا على أحد المتاجرين بالبشر في أكتوبر 2022 قتل مذيع قناة "إيران إنترناشيونال"، فرداد فرحزاد، والمذيعة السابقة بالقناة، سيما ثابت، مقابل 200 ألف دولار، لكن الشخص المأجور كشف عن المؤامرة؛ حيث كان جاسوسًا مزدوجًا.
وبحسب تقرير قناة "آي تي في"، كان من المفترض أن تنفجر سيارة مفخخة أمام مكتب "إيران إنترناشيونال" بلندن في الخريف الماضي، لكن بسبب وجود قوات الأمن حول مبنى القناة، تم تغيير هذه الخطة واستبدالها بخطة قتل فرداد فرحزاد وسيما ثابت.
ووفقًا لهذا التقرير، أخبر جواسيس الحرس الثوري الإيراني الشخص، الذي استأجروه لقتل فرحزاد وثابت، بأن "إيران إنترناشيونال" أهانت الجمهورية الإسلامية بشدة في وسائل الإعلام.
وردًا على الأسئلة التي طرحتها قناة "آي تي في"، قال الشخص المستأجر: إن عناصر الحرس الثوري قالوا إنه بقتل هؤلاء المذيعين نريد أن نلقن من يحل محلهم "درسًا".
وبحسب هذا التقرير، كان محمد رضا أنصاري، أحد قادة الحرس الثوري الإيراني، هو المخطط الرئيس لمؤامرة قتل ثابت وفرحزاد.
وكان أنصاري، المدرج على قائمة العقوبات الأميركية والمرتبط بعائلة بشار الأسد، قد أمر محمد عبدالرزاق كنفاني، أحد قيادات هذا التنظيم الإرهابي والمقرب أيضًا من بشار الأسد، بتنفيذ مؤامرة الاغتيال؛ حيث كانت مؤامرة قتل هذين المذيعين بتوجيه من أشخاص ذوي صلة ببشار الأسد، ومن دمشق.
وقد أرسل كنفاني ملفات تعريف ثابت وفرحزاد على إنستغرام إلى الشخص المستأجر، وطلب منه إيجاد طريقة لقتلهما، وكان يتابع سير هذه المؤامرة عبر الهاتف.
ووفقًا لهذا التقرير، في أكتوبر 2022، اتصل كنفاني بالشخص الذي تم تعيينه لتنفيذ مؤامرة القتل هذه، وطلب منه قتل مدير قناة "إيران إنترناشيونال" ومساعده وخمسة أو ستة أشخاص آخرين من القناة بدلاً من هذين المذيعين، لكن تم تغيير هذه الخطة لاحقًا، وتقرر أن تركز المؤامرة على المذيعين الاثنين.
وفي يوم الأربعاء 20 ديسمبر الماضي، اعتبرت هيئة المحلفين في المحكمة الجنائية المركزية بإنجلترا، محمد حسين دوتاييف، وهو مواطن نمساوي من أصل شيشاني، مذنبًا بارتكاب جرائم إرهابية ضد قناة "إيران إنترناشيونال"، وتم القبض عليه في فبراير من العام الماضي، أثناء التقاط صور للمبنى السابق للقناة في غرب لندن.
يُذكر أن دوتاييف متهم بقصد تمهيد الطريق لعملية إرهابية ضد "إيران إنترناشيونال" من خلال جمع المعلومات وتقديمها إلى طرف ثالث.
وبعد الإعلان عن قرار المحكمة، أكد المتحدث باسم "إيران إنترناشيونال" أن القناة لن تتأثر بالتهديدات، وأن الصحفيين في هذه الوسيلة الإعلامية "سيواصلون تقديم أخبار مستقلة وغير خاضعة للرقابة، كما يستحق الشعب الإيراني".
وفي 18 فبراير من العام الماضي، بعد التهديدات الإرهابية، اضطرت قناة "إيران إنترناشيونال" إلى نقل بثها التليفزيوني مؤقتًا من لندن إلى واشنطن.
واستأنفت القناة بث برامجها من الاستديو الجديد الخاص بها في لندن يوم 25 سبتمبر من العام الماضي.