قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إن الهجوم الأخير على القوات الأميركية لم يأت بأوامر من إيران. وذلك عقب مقتل ثلاثة جنود أميركيين في المنطقة خلال هجوم للقوات المدعومة من طهران.
وأضاف كنعاني، اليوم الإثنين 29 يناير، في هذا السياق: إن "جماعات المقاومة في المنطقة لا تتلقى أوامر من إيران في قراراتها وتصرفاتها".
وتطلق السلطات الإيرانية على مجموعة الميليشيات التي تدعمها في المنطقة اسم "جماعات المقاومة" أو "محور المقاومة".
وفي أعقاب الهجوم بطائرة مسيرة على القوات الأميركية على الحدود السورية الأردنية، ألقى الرئيس الأميركي جو بايدن باللوم على الميليشيات المدعومة من إيران في هذا الهجوم.
وأدى هذا الهجوم إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة العديد.
ومنذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر(تشرين الأول) وبدء الحرب الحالية، تكثفت هجمات الميليشيات المدعومة من إيران ضد القوات الأميركية في المنطقة.
وكرر كنعاني مجددا الموقف السابق لإيران بأن سلطات طهران "لا تتدخل في قرارات فصائل المقاومة بشأن كيفية دعم الشعب الفلسطيني أو الدفاع عن نفسها وشعب بلادها ضد أي عدوان أو احتلال".
ووصف تحميل إيران المسؤولية في هذا السياق بأنه "إسقاط ومؤامرة"، وهدد: "إن المسؤولية عن عواقب الاتهامات الاستفزازية ضد طهران تقع على عاتق أصحاب مثل هذه الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة".
وفي وقت سابق، قال متحدث باسم مكتب ممثل إيران في الأمم المتحدة لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن إيران ليس لها علاقة بالهجمات على الأميركيين في الأردن.
وأضاف: إن "الصراع ضد فصائل المقاومة في العراق وسوريا بدأ من قبل الجيش الأميركي".
وهذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها إيران عدم تحمل المسؤولية عن الهجمات ضد القوات الأميركية.
وفي الوقت نفسه، هددت إيران مرارا وتكرارا الولايات المتحدة بأنها ستنتقم لمقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
رد فعل المسؤولين الأميركيين على مقتل ثلاثة جنود
قوبل الهجوم المميت الذي وقع مساء الإثنين بردود فعل واسعة من أعضاء الكونغرس الأميركي وكبار أعضاء مجلس الشيوخ.
ودعا السيناتور الأميركي، روجر ويكر، إلى تحرك "مستهدف وحازم" من جانب إدارة بايدن ضد هجمات الميليشيات المدعومة من إيران وقال: "ردود إدارة بايدن تسببت حتى الآن في المزيد من الهجمات". وأضاف: "يجب أن نرد على هذه الهجمات المتكررة بهجوم مباشر على أهداف إيران وقيادتها".
وقال الزعيم الجمهوري لمجلس الشيوخ الأميركي، ميتش ماكونيل، ردا على مقتل ثلاثة جنود أميركيين: "نعلم منذ سنوات أن إيران تقف وراء موجة الإرهاب القاتلة التي تهدف إلى إخراج أميركا من الشرق الأوسط ومحو إسرائيل من الخريطة. وأضاف: "الآن العالم كله يبحث عن دلائل تشير إلى أن الرئيس أصبح أخيرا مستعدا لاستخدام القوة الأميركية لإجبار طهران على تغيير سلوكها".
وأكد السيناتور الأميركي، دان سوليفان، أنه يجب على بايدن أن يعطي أمرًا بالرد الواضح والقاتل والحاسم؛ لكي يظهر لإيران والعالم أن من يستهدف الرجال والنساء أو يدعم هذه الهجمات، عليه أن يواجه قدرات الجيش الأميركي.
كما دعا عضو مجلس النواب الأميركي، مارك غرين، إلى "رد قوي" على هذا الهجوم، وأضاف: "من الواضح أن الدعم المالي والتكنولوجي الذي تقدمه طهران يؤدي إلى استمرار وتصعيد هذه الهجمات". وأضاف: "على إدارة بايدن أن تضع حدا لإيران على الفور وتتعامل معها بالجدية التي تستحقها".
وقال السيناتور الجمهوري الأميركي ليندسي غراهام: "الشيء الوحيد الذي يفهمه النظام الإيراني هو القوة. وطالما لم يدفع الثمن في بنيته التحتية وأفراده، فإن الهجمات على القوات الأميركية سوف تستمر؛ اضربوا إيران الآن، اضربوها بقوة".
وأشار السيناتور الأميركي، توم كوتون، إلى أن بايدن جعل إيران أكثر تطاولًا بعد سنوات من غض الطرف عن الهجمات على قواتنا، وإعطاء الرشوة بمليارات الدولارات لـ "الملالي" في طهران، والاستمرار في سياسة الاسترضاء.
وأضاف أن الرد الوحيد على هذا الهجوم يجب أن يكون انتقامًا عسكريًا مدمرًا ضد الجماعات الإيرانية الإرهابية، سواء في إيران أو في كل أنحاء الشرق الأوسط، وأي شيء بخلاف هذا سيثبت أن بايدن جبان، لا يستحق أن يكون قائدًا للقوات المسلحة الأميركية.
وقد وصف دونالد ترامب مقتل ثلاثة جنود أميركيين في هجوم شنه مسلحون تدعمهم طهران بأنه "أحد عواقب ضعف جو بايدن"، وقال: "قبل ثلاث سنوات، كانت إيران ضعيفة ومكسورة وتحت السيطرة تماما".
وأضاف ترامب: بفضل سياسة الضغط القصوى التي اتبعتها، لم يتمكن النظام الإيراني إلا بالكاد من جمع دولارين لتمويل وكلائه الإرهابيين. ثم جاء جو بايدن وأعطى مليارات الدولارات لإيران، والتي استخدمها النظام لنشر سفك الدماء والمذابح في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وأدان وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، الهجوم وأعرب عن تعازيه لأسر الضحايا. وقال إننا ما زلنا نريد من إيران أن تعمل على تهدئة التوتر في المنطقة.