كانت الهجمات الأميركية الانتقامية، وفوز المنتخب الوطني الإيراني على منافسه الياباني والصعود إلى مرحلة نصف النهائي من كأس آسيا، العنوانين الرئيسين في تغطية الصحف الإيرانية الصادرة، اليوم الأحد.
رأت بعض الصحف، على صعيد الهجمات الأميركية على الميليشيات التابعة لإيران في سوريا والعراق، أن هذه الهجمات لا تشكل خطرًا على إيران، ما لم تبادر طهران بردود أفعال قد تُخرج الأزمة عن السيطرة.
كما رحبت صحف أخرى، مثل "19 دي"، بتصريحات المسؤولين الأميركيين حول عدم عزم واشنطن شن هجمات داخل الأراضي الإيرانية، وكتبت في صدر صفحتها الأولى، بخط عريض: "مسؤول أميركي رفيع: الولايات المتحدة الأميركية لن تهاجم الأراضي الإيرانية".
وزعمت صحيفة "آرمان ملي"، أن إيران أصلاً لا تملك قواعد عسكرية تابعة لها في سوريا والعراق، وعنونت في صفحتها الأولى بالقول: "الهجوم على مواقع المقاومة في المنطقة".
وتطرقت صحيفة "كيهان"، التابعة للمرشد علي خامنئي، أيضًا، إلى هذا الموضوع، وقالت إن الغارات الجوية الأميركية لم تصب أهدافًا حيوية في سوريا والعراق.
وأشارت الصحيفة، في سياق متصل أيضًا، إلى الحرب الإسرائيلية على غزة ودور إيران في هذه الأحداث، مدعية أن "إيران في طريقها إلى إخراج القوات الأميركية من المنطقة، كما أن إسرائيل في طريقها إلى الانقراض بفضل إيران".
في موضوع رياضي أيضًا احتفلت الصحف اليومية بشكل كبير بفوز المنتخب الإيراني على المنتخب الياباني ضمن بطولة آسيا لكرة القدم؛ حيث تأهل المنتخب الإيراني في الدقائق الأخيرة من عمر المبارة بعد تسجيله هدف الفوز عبر ركلة جزاء في الدقيقة 95 من عمر المباراة.
وأشارت صحف عدة، مثل "جهان صنعت"، إلى أن الفوز الإيراني على اليابان يأتي بعد 18 عامًا من
عدم الفوز على المنتخب الياباني، مما يعطي لهذا الفوز طعمًا خاصًا وذكرى لا تنسى.
في سياق مختلف آخر انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" استخدام المسؤولين الإيرانيين لغة "التهديد" في مخاطبة الدول الأخرى، وقالت إنه على الرغم من كثرة التوصيات والتحذيرات من هذا السلوك، فإن المسؤولين في إيران لم يهتموا بها، وقد زاد استخدامهم للغة التهديد بدل "التحبيب" على حد تعبيرها.
كما لفتت الصحيفة إلى كثرة من يطلقون التهديدات العسكرية، وقالت: على الرغم من أن هؤلاء المسؤولين لا يشغلون مناصب عسكرية، فإنهم لا يترددون في استخدام لغة التهديد، مشددة على ضرورة أن يكون المتحدث باسم القوات المسلحة هو الشخص الوحيد الذي يحق له الحديث عن الشؤون والقضايا العسكرية والأمنية.
ونقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جوان": إذا انخفضت المشاركة في الانتخابات ستشتد الضغوط علينا
في سياق متعلق بالانتخابات البرلمانية القادمة واحتمالية أن تشهد هذه المرة مقاطعة أكبر من المقاطعة السابقة التي وصفت بـ "غير المسبوقة" في تاريخ النظام الحالي، قالت صحيفة "جوان"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، "إنه إذا انخفضت المشاركة في الانتخابات، علينا أن نتوقع اشتداد ضغوط العدو والصدمات الاقتصادية".
وطالبت الصحيفة المواطنين بالمشاركة في هذه الانتخابات إذا ما أرادوا "إنهاء أزمة العقوبات"، وكتبت: "إذا كان المواطنون يريدون إنهاء العقوبات الاقتصادية فيجب أن تكون مشاركتهم في الانتخابات كبيرة وملحوظة".
ونوهت صحيفة الحرس الثوري إلى أن أعداء إيران يعملون جاهدين على تثبيط رغبة المواطنين في المشاركة بالانتخابات، معتقدة أن "هؤلاء الأعداء" جعلوا موضوع الانتخابات القادمة بمثابة "استفتاء بلا ضد النظام" بحيث يكشف عدم مشاركة الشعب في هذه الانتخابات فقدان النظام لشعبيته ومشروعيته في إيران.
وأضافت الصحيفة أنه إذا زادت المشاركة "ستؤثر في استقرار وتعميق السلام واقتصاد البلاد".
"آرمان امروز": القضاء على حماس يضعف مكانة إيران في المنطقة
شدد الكاتب والمحلل السياسي محمود صدري، في مقاله بصحيفة "آرمان امروز"، على ضرورة أن تعمل إيران على منع "إنهاء" حماس والقضاء عليها حتى إذا كان ذلك بشكل مرحلي ومؤقت، معتقدًا أن نهاية حماس ستضعف مكانة إيران في المنطقة.
وأضاف صدري قائلا: "لاسيما إذا اتخذت إسرائيل بعد ذلك خطوات لينة تجاه الفلسطينيين وفكرة حل الدولتين، ففي هذه الحالة تصبح قضية حل الدول محل إجماع دولي وإقليمي، وهو ما يتعارض مع سياسات إيران واستراتيجيتها".
وذكر الكاتب أن السياسات الأميركية والإسرائيلية الحالية في المنطقة بهدف القضاء على حماس من قطاع غزة تتعارض بشكل كامل مع مصالح إيران الإقليمية.
"جهان صنعت": الخوف من الحرب يخيم على حياة الإيرانيين في هذه الأيام
تطرقت صحيفة "جهان صنعت"، في تقرير لها، إلى أجواء الإيرانيين هذه الأيام، وقالت إن "الشوارع والأزقة في إيران تعيش هذه الأيام أجواء الحرب والقحط واللجوء"، في ظل تزايد التوتر بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، معتقدة أن البلاد قد تتدخل في كل لحظة إلى هذه الحرب.
وأشارت الصحيفة إلى الارتفاع الملحوظ في أسعار العملات الصعبة والذهب بالتزامن مع تزايد حديث الحرب، مؤكدة أن المواطنين في إيران هذه الأيام يعيشون توترًا وضغطًا نفسيًا بسبب المخاوف من اندلاع الحرب.
وأوضحت الصحيفة أن المواطن الإيراني وبسبب التوتر المستمر بين إيران والدول الأخرى يعيش دائمًا "قلق انتظار الحادثة"، وهذا لا يقل عن الكارثة نفسها، حسب الخبراء النفسيين الذين نقلت الصحيفة عنهم.
وذكرت الصحيفة أن الإيرانيين لا يزالون يتذكرون مآسي الحرب الإيرانية العراقية، والتي أدت إلى مقتل 190 ألف إيراني خلال ثماني سنوات.