تصدرت ظاهرة هجرة الأطباء من إيران الأخبار خلال السنوات الأخيرة، وفي ظل عدم تقديم الحكومة الإيرانية إحصائيات دقيقة عن هذه الهجرة، تحاول وسائل الإعلام، خاصة في الأشهر الأخيرة، الحصول على المزيد من الإحصائيات الحديثة في هذا الصدد.
ونقلت صحيفة "اعتماد"، اليوم الاثنين 5 فبراير (شباط)، في تقرير عن "مصدر مطلع" أن طلب الأطباء في إيران للحصول على "الشهادة المهنية"، والتي تستخدم عادة للهجرة من إيران، ارتفع بنحو 200% مقارنة بعام 2018.
ولم تحدد الصحيفة بالضبط عدد الشهادات المهنية للأطباء التي تم إصدارها في عام 2018.
يذكر أن "الشهادة المهنية" هي وثيقة لتأكيد المؤهل العلمي والمهني لأعضاء المجتمع الطبي، وفي العديد من البلدان حول العالم، فإن شرط التوظيف للأطباء المهاجرين هو تقديم هذه الشهادة المهنية.
وكتبت "اعتماد" في إحصائية منفصلة أخرى أنه منذ عام 2018، واجهت منظمة النظام الطبي زيادة بمقدار 8 أضعاف في عدد طلبات الإخصائيين، و5 أضعاف في عدد طلبات الصيادلة، و10 أضعاف في عدد طلبات المسعفين والقابلات، و3 أضعاف في عدد الطلبات المقدمة من أطباء الأسنان لإصدار الشهادة المهنية.
ونقلت "اعتماد" عن هذا المصدر المطلع أنه في عامي 2019 و2020، وبسبب انتشار فيروس كورونا وإغلاق الحدود ومنع التنقل بين الدول، انخفض عدد طلبات إصدار هذه الشهادة بنسبة 8%.
وخلال الأعوام الأخيرة ارتفع هذا العدد، ففي عام 2021، حصل أكثر من 4 آلاف طبيب على الشهادات المهنية وفي عام 2022، حصل عليها أكثر من 6 آلاف طبيب، وفي النصف الأول من عام 2023، حصل أكثر من 3 آلاف طبيب على هذه الشهادات.
وأضاف المصدر أن من المتوقع أن يصل إجمالي عدد الشهادات الصادرة بنهاية العام الجاري إلى 10 آلاف شهادة.
وكتبت "اعتماد" أن أهم أسباب هجرة الأطباء والممرضين هي القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
أوروبا وأميركا أهم وجهات الهجرة
وتظهر نتائج بحث هذه الصحيفة حول وجهة هجرة الأطباء والممرضين أن الدول الأكثر شعبية حاليًا لهجرة العاملين في مجال الرعاية الصحية هي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا وأستراليا والدول الخليجية.
وأكد علي جعفريان، الرئيس السابق لجامعة طهران للعلوم الطبية، الهجرة الجماعية للأطباء والممرضين من إيران، وقال إن 800 مقعد مساعد طبي أصبح الآن شاغرا. و50% من مساعدي أطباء التخدير ينسحبون بعد القبول.
وأشار جعفريان في حديث لـ"خبر أونلاين" إلى التحديات والتبعات التي حدثت مع هجرة الكوادر الطبية، واعتبر ضغط العمل وتدني الأجور من عوامل هجرة المتخصصين.
وأكدت صحيفة "شرق"، قبل نحو ثلاثة أسابيع، وقوع "كارثة" في هذا الصدد، ردا على نفي وزير الصحة الإيراني إحصائيات هجرة الأطباء من إيران.
وقبل ذلك، ناقشت صحيفة "هم ميهن" في تقرير لها موجة هجرة الأطباء الجديدة من إيران، وكتبت أنه بعد التحذيرات المتتالية من مغادرة إيران من قبل الممرضين والقابلات والصيادلة والأطباء المتخصصين، وصلت الهجرة إلى أساتذة الجامعات والمديرين في هذا المجال على مختلف المستويات.
هجرة المديرين وانتحار أفراد الطاقم الطبي
وبحسب هذا التقرير، الذي نشر يوم الثلاثاء 26 سبتمبر (أيلول)، كان مدير عام الصحة بوزارة الصحة، ومدير قسم الوبائيات، ومدير مركز التجارب السريرية، ومدير مركز أبحاث الإدمان في بعض جامعات العلوم الطبية من بين المهاجرين الجدد.
في الوقت نفسه، يتعامل قطاع الرعاية الصحية مع أزمة انتحار أفراد الطاقم الطبي. وفي يناير (كانون الثاني)، أفاد بابك شكارجي، نائب رئيس التعليم والبحث في منظمة النظام الطبي، أنه منذ بداية هذا العام، وصل عدد حالات الانتحار بين مساعدي الأطباء إلى 16 حالة.
واعتبر أن المشكلة الكبرى التي يواجهها مساعدو الأطباء والأطباء هي "عدم وجود أمل في المستقبل".
وأضاف شكارجي: "يقال إن العمل كمساعد طبيب أصبح صعباً، ولكن يجب أن نعرف أن مهنة مساعدة الطبيب لم تكن مهمة سهلة أبداً، ولكن كان هناك أمل في المستقبل. الأمل بالمستقبل ليس له بالضرورة جانب اقتصادي. الأمل في المستقبل يمكن أن يكون اقتصاديًا واجتماعيًا وروحيًا".