شهدت مواقع التواصل الاجتماعي ردود فعل واسعة على خسارة المنتخب الإيراني لكرة القدم أمام قطر وفشله للتأهل لنهائي آسيا، ففيما طالب نشطاء بضرورة فصل الرياضة عن السياسة، أعرب العديد من الإيرانيين، الذين يعتبرون هذا الفريق ممثلاً للنظام الإيراني، عن فرحتهم بهذه الهزيمة.
ونشر بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي صورا للمتفرجين الإيرانيين في بطولة آسيا، وقالوا إن النظام أرسل أفراداً من الباسيج والحرس الثوري لدعم فريق كرة القدم في قطر لعدم وجود مشجعين شعبيين للفريق.
وأقيمت مباراة نصف النهائي بين إيران وقطر في بطولة آسيا بالتزامن مع عيد ميلاد أمير نصر آزاداني، لاعب كرة القدم الذي اعتقل خلال الانتفاضة الشعبية، وأشار إليه العديد من المستخدمين على أنه "لاعب كرة القدم الوطني الإيراني".
واعتقل أمير نصر آزاداني في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 واتهم بـ"الحرابة" في القضية المعروفة بـ"بيت أصفهان"، وحكم عليه بالسجن 26 سنة.
وبالإضافة إلى آزاداني، أشار عدد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى علي كريمي، وعلي دائي، وفوريا غفوري، وكريم باقري وغيرهم من لاعبي كرة القدم كأبطال وطنيين رافقوا الشعب المحتج خلال الانتفاضة الشعبية الإيرانية.
وأشار عدد من المعارضين للنظام الإيراني إلى مهران سماك، أحد الشباب الذين قُتلوا خلال الانتفاضة الشعبية.
في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، كان سماك يطلق بوق سيارته في مدينة أنزلي، شمالي إيران، برفقة خطيبته ردا على خسارة فريق كرة القدم الإيراني أمام الولايات المتحدة، وتوفي نتيجة إطلاق نار مباشر من عناصر الأمن.
وبعد خسارة إيران أمام قطر، نشر مهرشاد سماك، شقيق مهران سماك، مقطع فيديو في المكان الذي قُتل فيه شقيقه بعد مباراة إيران والولايات المتحدة الأميركية في كأس العالم 2022.
وكتب مهرشاد: "نحن سعداء. هذا هو المكان الذي كان فيه أخي هنا في آخر ليلة، وتم إطلاق النار عليه من مسافة قريبة."
في الوقت نفسه، أعيد نشر مقطع فيديو للاعبي المنتخب الكونغولي لكرة القدم وهم يعزفون النشيد الوطني لبلادهم قبل المباراة ضد ساحل العاج في نصف نهائي كأس الأمم الأفريقية عدة مرات من قبل المستخدمين الإيرانيين، والذي كان مصحوبا بـ"حركة خاصة".
يعكس هذا الفيديو رد فعل لاعبي المنتخب الكونغولي على الصراع بين الجيش والجماعات المعارضة في شرق بلادهم ومقتل المواطنين.
وقارن مستخدمون إيرانيون هذه الحركة بسلبية وسلوك لاعبي المنتخب الإيراني لكرة القدم في بطولة كأس العالم 2022 في قطر، والتي تزامنت مع انتفاضة للشعب الإيراني بعد مقتل مهسا جينا أميني.
في العام الماضي، وبسبب الدعم المتكرر من اللاعبين لسياسات النظام الإيراني، عبر المواطنون المحتجون عن سعادتهم بخسارة المنتخب الوطني.
وكتب أحد المستخدمين مخاطبا لاعبي هذا الفريق: "لقد خسرتم كرة القدم وشرفكم أمام الشعب".
وأبدى المواطنون في بعض المدن، مثل بوشهر، فرحتهم بهذه الهزيمة وفشل إيران في التأهل إلى نهائيات بطولة آسيا من خلال عزف الموسيقى المحلية في الشوارع.
وتظهر الصور المنشورة، مساء الأربعاء 7 فبراير (شباط)، ظهور قوات الأمن في ساحة "انقلاب" بطهران لمنع المواطنين من الفرح في الشوارع، ولمنع تكرار ما حدث بعد المباراة بين إيران والولايات المتحدة في كأس العالم العام الماضي.
في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، بعد هزيمة منتخب إيران لكرة القدم أمام المنتخب الأميركي في كأس العالم وإقصائه من المباريات، أعرب المواطنون في مختلف مدن إيران عن سعادتهم بهذه الهزيمة.
وفي التحليلات التي نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي بعد هزيمة منتخب إيران، أكد كثير أن هذا المنتخب فشل في المونديال، وفي كسب قلوب المواطنين وخسر كلا المركزين.