بعد الكشف عن نية زوجين إيرانيين قتل 3 مواطنين يهود في السويد، أدان وزير الخارجية السويدي محاولات قتل مواطني بلاده في محادثة مع نظيره الإيراني. في الوقت نفسه، أعلنت شرطة مكافحة التجسس السويدية أنها أحبطت هجمات خطط لها النظام الإيراني بالسويد.
وأعلن دانييل ستانلينغ، رئيس قسم مكافحة التجسس في وكالة الأمن الداخلي السويدية، الخميس 8 فبراير (شباط)، أن النظام الإيراني خطط وأدار أنشطة لتنفيذ هجمات ضد أشخاص أو أماكن في السويد.
وقال ستانلينغ، دون الخوض في تفاصيل: "لقد عملنا على عدد من هذه الحالات وفي تقديرنا تم تحييد المخاطر".
في الوقت نفسه، بحسب الإذاعة السويدية، قال وزير الخارجية توبياس بيلستروم لنظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان: "إنه أمر خطير للغاية أن يحاول عملاء إيرانيون قتل مواطنين سويديين على الأراضي السويدية، وحقيقة أن هؤلاء الأشخاص يهود يجعل الموضوع أكثر خطورة بطبيعة الحال".
وقال بيلستروم إنه عبر في محادثة مباشرة مع وزير خارجية إيران عن وجهة نظر السويد بشأن هذه القضية، وشدد على مدى جدية ستوكهولم في النظر إلى هذا الوضع والعلاقة مع إيران.
ورداً على سؤال عما إذا كان قد أثار قضية يوهان فلودروس، المواطن السويدي والموظف في الاتحاد الأوروبي، المسجون في إيران، مع السلطات الإيرانية، قال: "أثير دائمًا مسألة الإفراج الفوري عن يوهان فلودروس في محادثاتي مع ممثلي الجمهورية الإسلامية. لقد تم حرمان يوهان تعسفاً من حريته ويجب إطلاق سراحه في أقرب وقت ممكن".
يوهان فلودروس، الذي اعتقل في إيران في 17 أبريل (نيسان) 2022، اتهم من قبل القاضي إيمان أفشاري بـ"الإفساد في الأرض"، من خلال العمل ضد أمن البلاد والتجمع والتواطؤ بقصد ارتكاب جريمة ضد أمن إيران والتعاون الاستخباراتي مع إسرائيل.
وكانت آخر جلسة للمحكمة للنظر في التهم الموجهة ضد هذا المواطن السويدي البالغ من العمر 33 عاماً، يوم الأحد 28 يناير (كانون الثاني) من العام الجاري.
وأعلنت إذاعة السويد في تحقيق استقصائي لها، يوم الثلاثاء 6 فبراير (شباط)، أنه تم ترحيل زوجين إيرانيين إلى إيران بعد الكشف عن خطتهما لاغتيال ثلاثة مواطنين يهود في السويد عام 2021.
ودخل هذان الشخصان، واسمهما فرشته صانعي فر، ومهدي رمضاني، السويد في عام 2015 بهويات مزورة وكمهاجرين أفغان.
وبحسب إذاعة السويد، فقد قبلت وكالة الهجرة السويدية طلب اللجوء الذي قدمه الزوجان في عام 2017.
وكان لديهما مهمة من الحرس الثوري الإيراني لمهاجمة ثلاثة مواطنين يهود، بما في ذلك رئيس الجمعية اليهودية في ستوكهولم. وأحد هؤلاء الأهداف الثلاثة يحمل الجنسية الأميركية.
واعتقلت قوات الأمن السويدية الزوجين بعد الكشف عن هويتهما الحقيقية، لكن تم ترحيلهما إلى إيران في فبراير (شباط) 2022 بعد 8 أشهر فقط من الاعتقال.
وبحسب إذاعة السويد، فإن الولايات المتحدة كانت قد قدمت طلبًا إلى ستوكهولم لتسلم هذين الشخصين.
وأعلن هانز إيرمان، نائب المدعي العام السويدي، أنه لم يتم تمديد أمر اعتقال هؤلاء الأشخاص بسبب عدم وجود وثائق كافية، وتم إعادة الزوجين إلى إيران.
وبحسب تقرير الإذاعة السويدية، فإن مهدي رمضاني هاجر إلى السويد تحت الاسم المستعار فؤاد ملك شاهي.
في عام 2016، أي قبل عام من حصول الزوجين على تصريح إقامة في السويد، أبلغ مصدران مجهولان إدارة الهجرة في البلاد أن فؤاد أخفى هويته الحقيقية وكان في الواقع إيرانيًا.
وحددت هذه المصادر المجهولة فؤاد بأنه يحتمل أن يكون خطرا، وقالت إنه عضو في الحرس الثوري الإيراني.
وقد تعرضت مصلحة الهجرة السويدية لانتقادات لتجاهلها هذه التحذيرات.
ونفى مهدي رمضاني وفرشته صانعي فر الاتهامات بالتخطيط لتنفيذ هجمات إرهابية في السويد.
ورفضت سفارة إيران في ستوكهولم التعليق على هذه القضية.
وشهدت العلاقات بين طهران وستوكهولم الكثير من التوتر في السنوات الأخيرة، خاصة بعد اعتقال ومحاكمة حميد نوري، المسؤول القضائي الإيراني السابق في السويد.
وحكم على نوري بالسجن المؤبد بتهمة المشاركة في قتل السجناء السياسيين عام 1988.
وفي 19 ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، أكدت محكمة الاستئناف في ستوكهولم حكم المحكمة الابتدائية والحكم الصادر بحق نوري بالسجن المؤبد.
ويعتبر ناشطون سياسيون وحقوق الإنسان أن اعتقال فلودروس ومحاكمته كان محاولة من طهران للضغط على الحكومة السويدية للإفراج عن حميد نوري.
وتشير التقارير إلى أن مواطنين سويديين آخرين اعتقلا مؤخراً من قبل الأجهزة الأمنية في إيران.