أظهرت نتائج استطلاع حول انتخابات البرلمان الإيراني، أن أكثر من ثلاثة أرباع الشعب الإيراني لا ينوي المشاركة في الانتخابات المقبلة، وأن نحو 75 بالمائة من المستطلعين يريدون إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية.
وأظهرت نتائج استطلاع "موقف الإيرانيين من انتخابات 2024"، الذي أجرته مجموعة أبحاث الرأي الإيراني (كُمان) ومقرها هولندا، أن 77 بالمائة من المشاركين في هذا الاستطلاع قالوا إنهم لن يصوتوا في الانتخابات.
كما أن نحو ثمانية بالمائة من المشاركين في الاستطلاع لم يتخذوا بعد قرارًا نهائيًا بهذا الشأن، ونحو 15 بالمائة فقط يعتزمون المشاركة بشكل مؤكد في الانتخابات النيابية.
وستُقام المرحلة الأولى من انتخابات الدورة الثانية عشرة للبرلمان الإيراني في 1 مارس 2024، كما ستُجرى في الوقت نفسه انتخابات الدورة السادسة لمجلس خبراء القيادة.
وكانت السلطات الإيرانية، خاصة المرشد علي خامنئي، قد طلبت من الشعب المشاركة في الانتخابات، لكن العديد من الناشطين السياسيين، ومن بينهم بعض السجناء السياسيين، دعوا إلى مقاطعة الانتخابات.
وفي الانتخابات السابقة للبرلمان الإيراني، وبحسب إحصاءات الحكومة نفسها، لم يشارك أكثر من نصف الشعب الإيراني في الانتخابات.
وبحسب إعلان مؤسسة "كُمان"، فقد تم إجراء هذا الاستطلاع في الفترة من 31 يناير إلى 7 فبراير 2024 لمدة ثمانية أيام، وتعتمد نتائج هذا التقرير على عينة إحصائية متوازنة تضم أكثر من 58 ألف مشارك من داخل إيران.
وأكدت هذه المؤسسة أن النتائج، التي توصلت إليها في هذا التقرير، تعكس آراء الأشخاص المتعلمين، الذين تزيد أعمارهم على 19 عامًا والذين يعيشون في إيران (أي ما يعادل 90% من السكان البالغين في إيران).
وتظهر نتائج هذا الاستطلاع أنه خلال الأشهر الماضية، قررت غالبية الذين لم يتخذوا بعد قرارًا واضحًا، عدم المشاركة في الانتخابات.
كما أن نحو 38 بالمائة من المجتمع الإيراني لم يعلموا بإجراء الانتخابات البرلمانية في شهر مارس المقبل.
ويؤكد هذا الاستطلاع أن إحباط الشعب الإيراني من صناديق الاقتراع ازداد؛ حيث إن 39% ممن صوتوا في انتخابات البرلمان عام 2019، لا ينوون المشاركة في انتخابات هذا العام.
كما أن الانتخابات ليست جاذبة للناخبين الأصغر سنًا أيضًا؛ حيث إن 65 بالمائة ممن يمكنهم المشاركة في الانتخابات النيابية لأول مرة لا ينوون المشاركة، بينما يرغب نحو 27 بالمائة منهم في التصويت.
أسئلة حول الاستفتاء والاحتجاجات والحرب في غزة
ودار جزء آخر من هذا الاستطلاع حول النظام السياسي في إيران.
وردًا على سؤال يقول: لو أجري اليوم استفتاء حر حول الجمهورية الإسلامية: بماذا ستصوت: نعم أم لا؟"، أجاب نحو 75 بالمائة من المستطلعين: "لا للجمهورية الإسلامية"، بينما أجاب 16 بالمائة "بنعم".
كما أجاب 9 بالمائة، قائلين: "لا نعرف".
وتشجع السلطات الإيرانية المواطنين على المشاركة في الانتخابات، لكنها تعتقد أنهم ليس لديهم الحق في إبداء رأيهم حول الاستفتاء.
وردًا على بعض التصريحات حول إجراء استفتاء في إيران، قال علي خامنئي، في لقاء مع بعض الطلاب، في أبريل (نيسان) 2023: "هل قضايا البلاد المختلفة تستحق الاستفتاء؟ في أي مكان في العالم يفعلون ذلك؟".
وأضاف مستنكرًا: "هل لدى جميع الأشخاص الذين سيشاركون في الاستفتاء إمكانية تحليل هذه القضية؟".
وفي الاستطلاع نفسه، سُئل المشاركون عن الطريقة الأكثر فاعلية في تغيير أوضاع البلاد: هل بالمشاركة في الاحتجاجات (مثل احتجاجات العام الماضي) أم المشاركة في الانتخابات (مثل الانتخابات النيابية)؟
واعتبر نحو ثلث السكان المستطلعين (33 بالمائة) أن المشاركة في الاحتجاجات هي الوسيلة الأكثر تأثيرًا، في حين أن نحو 13% منهم يعتبرون المشاركة في الانتخابات وسيلة أفضل.
كما أن نحو (33 بالمائة) لا يرون أن أيًا من هاتين الطريقتين ذات فاعلية في إحداث تغييرات أوضاع البلاد.
كما تم أيضًا استطلاع آراء الإيرانيين بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس.
وردًا على سؤال يقول: من المسؤول الرئيس عن الحرب بين إسرائيل وحماس؟
اعتبر 35 بالمائة من المستطلعة آراؤهم أن حماس تتحمل المسؤولية الرئيسة في هذا الصراع، في حين رأى نحو 20% أن إسرائيل المذنب الرئيسي في هذه الحرب، وألقى 31 بالمائة باللوم على كلا الطرفين في هذا الصراع.
وفي السنوات الأخيرة، ردد المتظاهرون الإيرانيون، مرارًا، شعار: "لا غزة ولا لبنان، روحي فداء لإيران" وطالبوا بإنهاء دعم النظام الإيراني للميليشيات في المنطقة.