كشفت معلومات حصلت عليها "إيران إنترناشيونال" أن الانفجارات التي استهدفت اليوم، الأربعاء 14 فبراير (شباط)، عددا من مواقع أنابيب الغاز في إيران نفذتها جماعة دينية متشددة تنتشر في الحدود الإيرانية الأفغانية، وتعارض كلا من النظام الإيراني وحركة طالبان.
كما قال شهود عيان لإيران انترناشيونال بأن الهجمات على أنابيب الغاز تمت باستخدام طائرات مسيرة.
وانتشرت أنباء في الدقائق الأولى من صباح الأربعاء عن سماع دوي انفجارات في محيط مدينة "بروجين"، وأيضا في منطقة "خرم بيد" في صفاشهر بمحافظة فارس.
وبحسب التقارير التي نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية وتصريحات السلطات، فقد تم قطع الغاز عن عشرات القرى، واقتصرت إمدادات الغاز في محافظتين على المكاتب الحكومية والمصانع.
ووفقا للمعلومات التي حصلت عليها "إيران إنترناشيونال" فإن هذه الأحداث جاءت نتيجة أعمال "تخريبية مباشرة" نفذتها جماعة دينية معارضة للنظام الإيراني، وتنشط في الحدود بين إيران وأفغانستان.
رسائل متضاربة
وبعد ساعات من الانفجار، تم إرسال رسالة نصية منسوبة لشركة "غاز أصفهان" إلى مواطني أصفهان تحت عنوان "إشعار قطع الغاز"، جاء فيها أنه "سيتم قطع تدفق الغاز في جميع أنحاء البلاد في الساعات القليلة المقبلة والتوقيت الدقيق لعودة خدمات الغاز غير معروف".
وأوصت الرسالة النصية أيضًا المواطنين بالتزود بـ"الطعام والماء وأجهزة التدفئة".
وبعد دقائق تم إرسال رسالة نصية أخرى للمواطنين بالرقم نفسه، تنفي الرسالة السابقة، وتقول: "لا توجد مشكلة محددة في مجال خدمات الغاز ".
كما أكد الرئيس التنفيذي لشركة "غاز أصفهان"، في مقابلة، أن الرسالة النصية المرسلة إلى مواطني أصفهان بشأن انقطاع تدفق الغاز "مفبركة".
وكتب موقع "نور نيوز"، المقرب من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن "محاولة إثارة القلق لدى الرأي العام هي تتمة للعمل التخريبي الذي أدى إلى انفجار خط الغاز الرئيسي في البلاد".
وكان مدير مركز التحكم بشبكة الغاز الإيرانية، سعيد عقلي، وصف التفجيرات بمحافظتي فارس وجهارمحال وبختياري، بـ"التخريبية"، وأضاف أن التفجيرات لم توقع أي خسائر بشرية.
وأكد عقلي للتلفزيون الإيراني: "وقعت تفجيرات تخريبية في عدة أماكن لخطوط الغاز في البلاد حوالي الساعة الواحدة صباح اليوم".
وتأتي هذه الانفجارات في الوقت الذي أظهرت إحدى الوثائق التي تم الكشف عنها في اختراق البرلمان أن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي توقع مثل هذه الأحداث في رسالة إلى المرشد علي خامنئي ورئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وحذرت هذه الرسالة من الإخلال بخدمات الغاز والفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، وعوامل مثل التهديدات السيبرانية، والإضرابات العمالية، والتخريب في شبكة الطاقة، كأسباب يمكن أن تعرض أمن الطاقة للخطر.
وذكرت وكالة أنباء "فارس"، صباح الأربعاء، أن خط الغاز المنفجر هو الشريان الرئيسي لنقل الغاز الطبيعي من المصافي الخليجية إلى المدن الكبرى بما في ذلك طهران وأصفهان ومشهد.
إغلاق الطرق عدة ساعات
وتسببت هذه الانفجارات في إغلاق الطرق المحيطة بموقع الحادث لعدة ساعات، وقضى سكان القرى المجاورة ساعات الليل في الشوارع بسبب الخوف.
وبحسب التقارير، أمكن سماع صوت الانفجار وضوء النيران لمسافة 60 كيلومترا، وانقطعت إمدادات الغاز عن عشرات القرى.
وأعلنت محافظات عدة مثل ألبرز وأصفهان وخراسان شمالي وآذربيجان غربي وزنجان عن وضع قيود على خدمات الغاز للصناعات والمؤسسات الحكومية من أجل "إدارة الأزمة" الناجمة عن الانفجارات المذكورة.
وبحسب المسؤولين، فإن عملية إخماد الحرائق الناجمة عن هذه الانفجارات في مدينة صفاشهر بمحافظة فارس لا تزال مستمرة.
وقال وزير النفط الإيراني جواد أوجي إن التفجيرات بخطوط الغاز وقعت في 3 مواقع بالبلاد، واصفا هذه الأحداث بـ"التخريبية" و"الإرهابية".
هذا ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذه التفجيرات.