أفادت المعلومات الواردة من اجتماع الأمم المتحدة حول أفغانستان في العاصمة القطرية الدوحة، أن إيران تحاول تعطيل خطة الأمم المتحدة للمصالحة الوطنية الأفغانية. وبحسب مصادر "إيران إنترناشيونال"، فإن الوفد الإيراني عارض تعيين ممثل خاص للأمم المتحدة في أفغانستان.
وبحسب هذه المصادر المطلعة، فإن طهران تعتقد أن هذا الإجراء سيقلل من نفوذها في أفغانستان، ويزيد من النفوذ الأميركي.
وقد بدأ يوم الأحد 18 فبراير (شباط) اجتماع الأمم المتحدة بشأن أفغانستان الذي يستمر يومين بحضور ممثلي 20 دولة في العاصمة القطرية الدوحة برعاية الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وسأل مراسل "أفغانستان إنترناشيونال" لهذا الاجتماع، مبعوث إيران إلى أفغانستان، حسن كاظمي قمي، وقال: "إنك متهم بتعطيل اجتماع الدوحة"، وأجاب كاظمي قمي أن "ما تفعله إيران إنما هو لصالح الشعب الأفغاني".
ولم يحضر هذا الاجتماع ممثلو حركة طالبان التي اعتقلت عشرات الصحافيين وعذبتهم خلال العامين الماضيين.
وفي وقت سابق من سبتمبر (أيلول) 2023، انتقد وزير خارجية طالبان، أمير خان متقي، دون أن يذكر إيران بالاسم، الدول التي تريد تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان، وقال ساخراً لإيران: "لا يوجد سجناء في سجوننا بقدر ما لديكم من عمليات إعدام".
بعد ذلك، رد رسول موسوي، مساعد وزير خارجية إيران، على الانتقادات الضمنية التي وجهها وزير خارجية حركة طالبان بشأن تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان، وقال إنه لا يمكن الهروب من المسؤوليات الدولية بـ"الشخصنة".
وقال حسين أمير عبد اللهيان، وزير الخارجية الإيراني، في يونيو (حزيران) 2023، إن طالبان "جزء من واقع أفغانستان، وليس كله". وأضاف أن إيران لن تعترف بحكومة طالبان حتى يتم تشكيل حكومة شاملة.
وبحسب قول أمير عبد اللهيان، فإن طهران "غير راضية" عن عدم تشكيل حكومة شاملة وحظر طالبان تعليم المرأة.
وفي مايو (أيار) الماضي، قال الأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمر صحافي بالدوحة إن المنظمة ستعقد قريبا اجتماعا آخر بشأن أفغانستان.
وقال أنطونيو غوتيريش، ردا على سؤال حول ما إذا كان سيتحدث مع طالبان، إنه لا يستبعد هذا الاحتمال في الوقت المناسب، لكن الآن ليس الوقت المناسب للتحدث مع الحركة.
وقبل ذلك، في شهر مارس (آذار) الماضي، تم بث شريط فيديو قصير للقاء بين أمير عبد اللهيان ومتقي خلال الاجتماع الذي استمر يومين في سمرقند، حيث قال له الأمير عبد اللهيان، أثناء ترحيبه بوزير خارجية طالبان: "السيد ملا متقي! "نحن ننتظر الحكومة الشاملة منذ 21 شهرا."
وحينها قال متقي ساخرا لوزير خارجية إيران: "هل لك أن تذكر لنا مثالا واحداً لما يسمى بالحكومة الشاملة في المنطقة أو العالم".
وقد تصاعدت التوترات السياسية بين طهران وكابول خاصة بشأن مطالبة إيران بحصتها من مياه نهر "هيرمند" في الأشهر الأخيرة، لكن بالإضافة إلى إيران، طلب المجتمع الدولي مراراً وتكراراً من طالبان تشكيل حكومة شاملة بمشاركة جميع المجموعات العرقية الأفغانية.