دعا السجين السياسي السابق أبو الفضل قدياني الإيرانيين إلى مقاطعة الانتخابات المقررة في الأول من مارس (آذار) المقبل، مؤكدا أنها "شكلية وتتم هندستها من قبل السلطة الحاكمة"، وتعزز "أعمدة سلطة خامنئي الشيطانية".
وقال قدياني: "على الأحرار وطلاب العدالة ومعارضي نظام الجمهورية الإسلامية مقاطعة هذه الانتخابات، لأنها مسرحية ومهندسة وليست انتخابات"، مضيفا أن "مقاطعة هذه الانتخابات ليس كافيا، بل يجب تحريمها ودعوة الناس إلى عدم المشاركة فيه".
وفي رسالة أصدرها بهذه المناسبة، أشاد الناشط السياسي بمقاطعة الإيرانيين للانتخابات السابقة، موضحا أن "الشعب قد رفض دعوات النظام في المرات السابقة، ولم يشارك في الانتخابات الشكلية التي تنظمها السلطة".
وجاء في الرسالة أيضا: "أكثر الشعب الإيراني قد قاطع الانتخابات لأنه أدرك أن المشاركة تعني تعزيز أعمدة سلطة خامنئي الشيطانية بعد أن أصبحت مهزوزة وضعيفة"، واصفا خامنئي بـ"المستبد"، واعتبر أن المشاركة في الانتخابات تعني الإساءة إلى دماء الشهداء الذين قتلوا برصاص النظام، وقدموا أرواحهم في سبيل الحرية والديمقراطية والعدل.
كما انتقد الناشط السياسي ضمنيا دعوة 110 من الناشطين السياسيين الإصلاحيين إلى المشاركة في الانتخابات، ووصف تبريراتهم بـ"الغريبة" و"الواهنة".
وأثارت دعوة الإصلاحيين هؤلاء موجة من الانتقادات وردود الفعل لدى الإيرانيين، واتهموهم بـ"حب السلطة وعدم حرمة دماء الضحايا" الذين قتلهم النظام في المظاهرات الشعبية.
وتضمنت رسالة قدياني وصف النظام الحالي في إيران بـ"النظام الديني الاستبدادي"، وأن طبيعة الحكم الحالية تتعارض كليا مع الانتخابات والحرية والديمقراطية، وكتب: "خامنئي وأعوانه لا يعتبرون الإنسان أساسا بأنه موجود مختار، وإنما يعتبرونه كائنا مجبرا ومنقادا".
كما هاجم خامنئي بالقول إنه "شخص متعطش للسلطة ومتوهم ومخادع"، وأضاف: نظام الجمهورية الإسلامية طوال هذه السنوات قد جر المواطنين بأدوات ترهيب وترغيب إلى صناديق الاقتراع.
وسبق أن نشر مصطفى تاج زاده، أحد المسؤولين السابقين في إيران، والمسجون الآن بتهم سياسية بسبب انتقاده للنظام، رسالة حول معارضته للمشاركة في الانتخابات المقبلة.
وذكر السجين السياسي البارز والناشط الإصلاحي، في رسالته، أن معظم الإيرانيين قرروا عدم التصويت في الانتخابات الإيرانية المقبلة.
وأكد أن خامنئي يغمض عينيه عن "الحقائق الكارثية" في البلاد، ولا يستمع إلى احتجاجات ملايين الإيرانيين.
وأشار إلى أن "أحد الأخطاء الاستراتيجية لخامنئي هو أنه جعل الانتخابات بلا معنى، وجعل المؤسسات المنتخبة غير فعالة، خاصة البرلمان".
وأضاف: "سلب صلاحيات البرلمان، وتشكيل مؤسسات تشريعية موازية، وحرمان الشخصيات والخبراء المستقلين، إلى جانب سياسات المرشد المناهضة للتنمية، جعل فشل البرلمان المقبل حتميًا بأي تركيبة وبأي قدر من أصوات الشعب".
وتراجعت نسبة المشاركة في الانتخابات بشكل مطرد في إيران خلال السنوات الماضية، وذلك في تزايد القبضة الرقابية التي تفرضها المؤسسات التابعة للمرشد على العملية الانتخابية، ما جعل المراقبون يعتبرون أن الانتخابات أصبحت بلا معنى في إيران.