وصفت الناشطة الإيرانية نرجس محمدي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، في منشور لها، الانتخابات في بلادها بـ "الصورية"، ودعت الشعب إلى مقاطعتها، وأكدت أن النظام الإيراني "يستحق مقاطعة وطنية وإذلالًا عالميًا"، وذلك عشية إجراء الانتخابات البرلمانية ومجلس الخبراء.
وكتبت هذه السجينة السياسية والحائزة على جائزة نوبل، على حسابها في "إنستغرام"، اليوم السبت، 24 فبراير (شباط): "إن مقاطعة الانتخابات، التي أمر بها نظام ديني استبدادي، من واجب الباحثين عن الحرية والعدالة في إيران، ليس فقط من وجهة نظر سياسية، ولكن أيضًا من وجهة نظر أخلاقية".
وأشارت في هذا السياق إلى قمع وقتل المتظاهرين من قِبل النظام، وتعذيب المواطنين والإعدامات.
وأكدت محمدي ضرورة مقاطعة الانتخابات، مضيفة: "بمقاطعتي الانتخابات الصورية، سأكون مع الشعب الإيراني الواعي من بلوشستان إلى كردستان، ومن خوزستان إلى أذربيجان، حتى نعلن زوال شرعية نظام الجمهورية الإسلامية والفجوة بين النظام الاستبدادي القمعي والشعب".
ووصفت التخلص من نظام الجمهورية الإسلامية بأنه مطلب الشعب و"السبيل الوحيد لبقاء إيران والإيرانيين".
ومن المقرر إجراء جولة أخرى من انتخابات البرلمان الإيراني وخبراء القيادة في 1 مارس المقبل.
وكان المرشد، علي خامنئي، قد دعا، الأسبوع الماضي، مرة أخرى إلى مشاركة الشعب في الانتخابات المقبلة في إيران، وقال إنه يجب على الجميع المشاركة في الانتخابات.
وسبق أن أظهرت نتائج استطلاع حول الانتخابات النيابية أن أكثر من ثلاثة أرباع الشعب الإيراني لا يعتزمون المشاركة في الانتخابات المقبلة، وأن نحو 75 بالمائة من المستطلعة آراؤهم، يريدون إسقاط النظام الإيراني.
وقد دعا حتى الآن العديد من الشخصيات الشهيرة والسجناء السياسيين إلى مقاطعة الانتخابات في إيران.
ونشر مصطفى تاج زاده، أحد المسؤولين السابقين في النظام الإيراني، والمسجون الآن بتهم سياسية بسبب انتقاده للنظام، رسالة حول معارضته للمشاركة في الانتخابات المقبلة.
وقال تاج زاده: "أحد الأخطاء الاستراتيجية لخامنئي هو أنه جعل الانتخابات بلا معنى، والمؤسسات المنتخبة غير فعالة وعديمة الجدوى، خاصة البرلمان".
وأضاف: "إن سلب صلاحيات البرلمان، وتشكيل مؤسسات تشريعية موازية، وحرمان الشخصيات والخبراء المستقلين، إلى جانب سياسات المرشد المناهضة للتنمية، جعل فشل البرلمان المقبل حتميًا بأية تركيبة وبأي قدر من أصوات الشعب".
وأكد هذا السجين السياسي أن المرشد الإيراني يغمض عينيه عن "الحقائق الكارثية" لإيران، ولا يستمع إلى احتجاجات ملايين الإيرانيين.
كما دعا كل من فائزة هاشمي رفسنجاني وسعيد مدني، وهما سجينان سياسيان آخران، إلى مقاطعة الانتخابات.
ووصف الناشط السياسي، أبوالفضل قدياني، الانتخابات في إيران، بأنها "صورية، ومملاة، ومهندسة"، ودعا طالبي الحرية وطالبي العدالة ومعارضي النظام الإيراني إلى مقاطعة الانتخابات المقبلة.
ومن بين التنظيمات السياسية، انتقدت الجبهة الوطنية الإيرانية، في بيان، أوضاع الانتخابات المقبلة في إيران، وقالت إن أعضاءها ومؤيديها لن يشاركوا في هذه الانتخابات.
ورفض مجلس صيانة الدستور مؤهلات نحو نصف المرشحين للانتخابات البرلمانية، كما تم استبعاد بعض الشخصيات البارزة في الحكومة، بمن في ذلك الرئيس السابق حسن روحاني، من انتخابات الخبراء.
ولم يشارك أكثر من نصف الشعب الإيراني في الانتخابات السابقة للبرلمان الإيراني، بحسب إحصاءات الحكومة نفسها.
ومن المتوقع أن تسجل الجولة الجديدة من الانتخابات أدنى نسبة مشاركة في تاريخ نظام الجمهورية الإسلامية.