أعلنت إدارة استهلاك الطاقة في إيران، أن نحو نصف محافظات البلاد ستغلق مؤسساتها ولن تعمل غدًا، السبت 11 يناير (كانون الثاني)، بسبب ما سمته "الاستهلاك الأمثل للطاقة"، وهو ما تكرر عدة مرات منذ بداية فصل الخريف؛ بسبب العجز الحكومي عن تأمين الطاقة.
وحتى وقت نشر هذا الخبر، تم إعلان إغلاق محافظات: طهران، البرز، فارس، همدان، خراسان الشمالية، خراسان الجنوبية، غولستان، سمنان، أذربيجان الشرقية، كرمانشاه، كردستان، مازندران، قم، وقزوين.
ويأتي هذا الإغلاق المفاجئ في وقت يتوقع فيه أن تكون درجات الحرارة في العديد من هذه المحافظات، بما في ذلك طهران، فوق الصفر غدًا، كما لا يُتوقع حدوث انخفاض حاد بدرجات الحرارة في باقي المحافظات.
وكانت طهران وبعض المحافظات الأخرى قد أُغلِقت في 26 ديسمبر (كانون الأول) الماضي؛ بسبب تلوث الهواء.
وفي وقت سابق، قال محافظ طهران، محمد صادق معتمديان، عن قرار الحكومة بإغلاق المراكز التعليمية والإدارية لتقليل استهلاك الطاقة: "هذه الإغلاقات تزيد من حركة السفر، مما يزيد من استهلاك الطاقة، ويؤدي إلى زيادة استهلاك الوقود ويفاقم تلوث الهواء".
وتم إعلان الإغلاقات الجديدة في الوقت، الذي أصبح فيه العديد من الجامعات غير حضورية؛ حيث أعلنت وزارة العلوم والتكنولوجيا، في 20 ديسمبر 2024، أن جميع الجامعات في إيران ستعمل بنظام التعليم عن بُعد، حتى نهاية الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي 2024-2025، وهو القرار الذي اتُخذ آخر مرة خلال فترة جائحة "كورونا".
ومنذ منتصف الشهر الماضي، بدأت موجة جديدة من الإغلاقات في العديد من المحافظات الإيرانية، بما في ذلك طهران، لأسباب مثل "ترشيد الطاقة"، أو "الطقس البارد"، أو "التلوث".
يُذكر أن الخسائر المترتبة على كل يوم من الإغلاق في البلاد تُقدر بنحو خمسة آلاف مليار تومان.
ومن جهة أخرى، حذر رئيس غرفة التجارة في طهران، حميد رضا رستكار بور، من أن المحلات التجارية الكبيرة، التي تبيع السلع غير الضرورية يجب إغلاقها، مشيرًا إلى أن المخالفين الذين لا يغلقون محلاتهم بعد الساعة 8 مساءً سيتم إجبارهم على ذلك.
وصرح وزير الطاقة، عباس علي آبادي، في جلسة للجنة الطاقة بالبرلمان الإيراني، بحضور رئيسه، محمد باقر قاليباف، في 7 يناير الجاري، بأن نقص الغاز "حقيقة"، وأن وزارة النفط لا تستطيع تعويضه خلال شهرين.
وأضاف علي آبادي أنه في صيف عام 2024 كان هناك عجز في الكهرباء قدره أكثر من 20 ألف ميغاواط، ومن المتوقع أن يصل هذا النقص في العام المقبل إلى 25 ألف ميغاواط.
وقال: "ندعو الله أن لا يحدث هذا، لأن الشتاء يمكن أن يمر بارتداء الملابس الدافئة، لكن المرور من الصيف ليس بالأمر السهل".