شارك في حرب العراق وقُتل ابنه في سوريا.. مصرع قائد بالحرس الثوري في حريق بمركز لـ"البحرية"
أفادت وسائل إعلام إيرانية بمصرع مصطفى عبداللهي، أحد قادة القوات البحرية بالحرس الثوري، إثر حريق بمنشأة عسكرية في طهران، أمس الخميس 6 مارس (آذار).
يُذكر أن مصطفى عبداللهي كان أحد قادة القوات البحرية، خلال الحرب، التي استمرت ثماني سنوات بين إيران والعراق.
ولم تذكر القوات البحرية في الحرس الثوري، في بيانها اليوم الجمعة 7 مارس، مكان وقوع الحادث، لكن المتحدث باسم منظمة الإطفاء في طهران، جلال ملكي، أشار إلى وقوع حريق في كرفان بمساحة 50 مترًا في منشأة عسكرية بطهران.
وقال: "نظرًا لإغلاق جميع مداخل ومخارج الكرفان وإغلاق الأبواب والنوافذ، حدث انفجار نتيجة الاحتباس الحراري، وتراكم الأبخرة القابلة للاشتعال والانفجار الناتج عن الحريق".
وذكر البيان أن سبب مقتل مصطفى عبداللهي هو الحريق، وأضافت أنه بجانب مصرع هذا القائد، أصيب "عدد من رجال الإطفاء خلال محاولات إخماد الحريق".
وأضاف ملكي أيضًا أن الحادث أسفر عن إصابة 10 من رجال الإطفاء، لكن حالتهم مستقرة الآن.
وقدّم رئيس البرلمان الإيراني والقائد السابق في الحرس الثوري، محمد باقر قاليباف، تعازيه في مصرع عبداللهي.
الحوادث في المنشآت العسكرية والأمنية الإيرانية
تجدر الإشارة إلى أنه في السنوات الأخيرة، وقعت حوادث تخريبية في بعض المنشآت العسكرية الإيرانية؛ ففي مايو (أيار) 2022، أفادت وسائل الإعلام الإيرانية بوقوع "حادث" في أحد المصانع بمنشأة بارشين العسكرية.
وفي يونيو (حزيران) 2020، وقع انفجار في منشأتي "بارشين" و"خجير" العسكريتين، وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية حينها، داود عبدي، أن السبب كان "انفجارًا ناتجًا عن تسرب الغاز"، مضيفًا أن الحادث لم يسفر عن أي ضحايا، وتم إخماد الحريق بسرعة. وقد فسر العديد من المحللين هذا التصريح بأنه محاولة لتقليل آثار الانفجار.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية، التي تم إعدادها بواسطة "إيران إنترناشيونال"، أن الانفجار خلف آثارًا بامتداد نصف كيلومتر.
وفي عام 2018، بعد نشر تقارير حول محاولات فاشلة لإطلاق قمرين صناعيين من قِبل إيران، تحدث وزير الخارجية الإيراني آنذاك، محمد جواد ظريف، عن احتمال وجود تخريب أميركي في إطلاق هذه الأقمار. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، في تقرير لها، أن الولايات المتحدة كانت قد بدأت منذ سنوات، ومنذ عهد الرئيس الأسبق، باراك أوباما، برنامجًا سريًا للتخريب في أهداف إيران الصاروخية.
يشار إلى أن مرتضى عبداللهي، نجل مصطفى عبداللهي، كان قد قتل في سوريا عام 2017؛ حيث أُرسل إلى دمشق لأول مرة، في أبريل (نيسان) 2016 لمدة 40 يومًا، ثم ذهب مرة أخرى في أكتوبر (تشرين الأول) 2017.
ويُقال إنه قُتل في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، بمحافظة دير الزور شرق سوريا خلال "عملية استكشافية".
وتم نشر كتاب عن مرتضى عبداللهي، وكتب خامنئي في مقدمته: "هذه أيضًا واحدة من مظاهر الازدهار في الثورة: شاب شجاع بعقلانية عقد التسعينيات ومشاعر عقد الستينيات".
وقال مصطفى عبداللهي، القائد بالحرس الثوري الذي لقي مصرعه أمس، عن ابنه إنه "كان متقنًا لشبكات التواصل الاجتماعي"، و"كان نشطًا في هذه الشبكات".