وسائل إعلام إسرائيلية: إيران قد تستهدف أذربيجان في حال هاجمتها تل أبيب
ذكرت صحيفة "إسرائيل هيوم"، في تقرير لها، أن هجومًا شاملاً من إسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية يحتاج إلى تعاون مع الولايات المتحدة وتنسيق إقليمي واسع، وأشارت إلى أنه في حال حدوث هذا الهجوم، فقد تستهدف طهران جمهورية أذربيجان؛ مما يؤدي إلى إشعال الحرب في المنطقة.
وفي حين أن رئيس المكتب السياسي- العسكري السابق بوزارة الدفاع الإسرائيلية والمدير السابق للاستخبارات في "الموساد"، زوهار بالتي، كان قد تحدث سابقًا، في مقابلة، عن قدرة الولايات المتحدة على تدمير البرنامج النووي الإيراني في غضون ثماني ساعات، فقد أفادت "إسرائيل هيوم" نقلاً عن مصدر أميركي، بأن هذا التقدير "مفرط في التفاؤل".
وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى إذا كانت ثماني ساعات كافية للولايات المتحدة، فإن سلاح الجو الإسرائيلي سيحتاج إلى وقت أطول.
هجوم متعدد الموجات لتدمير البرنامج النووي الإيراني
أوضحت الصحيفة أن البنية التحتية النووية الإيرانية المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك المنشآت تحت الأرض، تجعل من غير الممكن تنفيذ سيناريو مشابه للهجوم على المنشآت النووية في العراق عام 1981 أو الهجوم على المنشآت السورية في عام 2007. وأوضحت أن الهجوم على إيران يتطلب مزيدًا من الطائرات وهجومًا متعدد الموجات.
وأكدت أن تنفيذ هذه العملية يتطلب إعدادات إقليمية واسعة، وأنه لا يمكن إخفاء المسألة.
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل تحتاج إلى تعاون الولايات المتحدة في هذا الهجوم، وأضافت أنه في حال شن هجوم إسرائيلي محتمل على إيران، فإن طهران قد تستهدف جمهورية أذربيجان، مما يؤدي إلى إشعال الحرب في المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لتقليل الأضرار الناجمة عن مثل هذا التحول، سيكون من الضروري إقامة دفاع إقليمي، ويجب أن يكون هذا النظام الدفاعي أوسع من الوحدات والأسلحة السابقة لصد الهجومين المحتملين من إيران على إسرائيل. وأوضحت الصحيفة أن الإعداد لهذا الأمر سيستغرق أسابيع ولن يمكن إخفاؤه.
وقد نُشرت تقارير مختلفة، في الأسابيع الأخيرة، حول احتمالية قيام إسرائيل بشن هجوم على إيران؛ حيث تحدث المسؤولون الإسرائيليون مرارًا عن هذه الاحتمالية. وفي الوقت نفسه، أجرت الولايات المتحدة وإسرائيل مناورات مشتركة.
وكانت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، قد أعلنت تنفيذ طلعة جوية للقاذفات الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، أمس الخميس 6 مارس (آذار)، للمرة الثالثة خلال أسبوعين، حيث أقلعت قاذفة "بي-52 ستراتوفورتريس" من قاعدة فارفورد الجوية في المملكة المتحدة، يوم الثلاثاء الماضي، ومرّت عبر أوروبا قبل دخول منطقة عمليات "سنتكوم".
وتضمنت المهمة عمليات تزود بالوقود جوًا، إضافة إلى تدريبات مشتركة مع قوات الدول الحليفة في المنطقة.
وقد أشارت صحيفة "إسرائيل هيوم"، في تقرير لها قبل أسبوع، إلى أن تقليص قوة حزب الله في لبنان وتدمير الدفاعات الجوية الإيرانية والتنسيق بين حكومتي دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو قد وضع إسرائيل على أعتاب فرصة ذهبية وقرار حاسم لشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية.
وأكد التقرير أن الهجوم المحتمل على المنشآت النووية الإيرانية سيكون "معقدًا للغاية"، من حيث حجم الطائرات والأسلحة المستخدمة، وكذلك التنسيق المطلوب بين إسرائيل والجهات الخارجية.
ترامب يرفض استبعاد الهجوم العسكري على إيران
كان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد رفض، في حديث مع مجلة "تايم"، استبعاد الهجوم العسكري على إيران، قبل توليه منصبه رسميًا.
وفي مقابلة أخرى مع "نيويورك بوست"، نُشرت في 10 فبراير (شباط) الماضي، قال ترامب إنه يفضّل التوصل إلى اتفاق مع طهران بدلاً من "قصف إيران بشكل جهنمي".
ومن جهته، قال مستشار الأمن القومي الأميركي، مايكل والتز، في 23 فبراير الماضي أيضًا، إن جميع الخيارات لا تزال مطروحة في مواجهة طهران، وأكد أن واشنطن لن تقبل بأقل من تدمير "البرنامج النووي الإيراني بالكامل".
تزايد المخاوف من البرنامج النووي الإيراني
في الوقت نفسه، حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، من تقدم البرنامج النووي الإيراني، مشيرًا إلى القلق من احتمال رغبة دول أخرى في التنافس على الأسلحة النووية.
وأضاف غروسي: "العقوبات لم تعد فعالة. من الواضح أن إيران تعلّمت كيفية الالتفاف عليها".
وقال غروسي، في اجتماع لمجلس الوكالة، إن تطور البرنامج النووي الإيراني يشكل "قلقًا كبيرًا"، وأشار إلى أنه سيقدم تقريرًا شاملاً عن الانتهاكات الإيرانية في هذا الصدد.
وفي اليوم التالي، أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا أنه إذا استمرت إيران في الامتناع عن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يجب على مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاستعداد لتقديم تقرير عن الانتهاكات الإيرانية. وحذرت هذه الدول، في بيان مشترك، من أن "صبرها قد ينفد".