أكد الضابط السابق في الجيش البريطاني وخبير شؤون الشرق الأوسط، أندرو فاكس، أن "أي حوار مع النظام الإيراني غير مثمر"، مشيرًا إلى أن عملية تغيير النظام في إيران طويلة الأمد، وما يحدث حاليًا هو مجرد "خطوات أولية" في هذا الاتجاه.
وأشار فاكس، في حديثه مع بودكاست "نظرة على إيران"، الذي تبثه النسخة الإنجليزية من قناة "إيران إنترناشيونال"، إلى أن شخصيات مثل ماركو روبيو، الذي قد يصبح وزير الخارجية الأميركي، قد تسبب في مشاكل لطهران.
أكد فاكس، الذي يملك تجربة سابقة في أفغانستان، أنه لا توجد حاليًا خطة لتغيير النظام في إيران.
وأضاف: "تغيير النظام عملية معقدة للغاية. إذا قمت بإسقاط نظام، فإنك تخلق فراغًا، ويجب أن يكون لديك بديل قوي ومتماسك لملء هذا الفراغ. وإلا ستقضي 20 عامًا هناك، كما حدث في أفغانستان، حيث استُبدلت طالبان بطالبان".
رغم الاعتراف بالمشاعر العامة المعادية للنظام الإيراني داخل إيران وخارجها، فإن فاكس أوضح أن ذلك لا يعني وجود خطة محكمة لتحقيق التغيير، كما أنه من غير المرجح أن يحدث هذا التغيير في المستقبل القريب.
وأشار فاكس إلى أن إدارة ترامب، خلال ولايته الأولى، ركزت على فرض عقوبات اقتصادية كبيرة وعزل إيران دبلوماسيًا. وأوضح أن هذه السياسات أضعفت النظام الإيراني بشكل كبير.
وأضاف أن عددًا كبيرًا من وكلاء إيران الإقليميين، الذين تعتمد عليهم كوسائل للردع، تم القضاء عليهم أو تقييدهم من قِبل إسرائيل. وأكد أن الخيارات المتاحة أمام طهران أصبحت أقل بكثير مما كانت عليه في الماضي.
وبحسب فاكس، قد تجد إيران نفسها أمام خيارين: إما التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة وإما مواجهة المزيد من الضغوط الاقتصادية والسياسية. وأوضح أن إضعاف النظام اقتصاديًا يمثل خطوة أولى نحو تغييره. وقال: "إذا جعلت النظام أكثر فقرًا، فإنك تبدأ الخطوات الأولية نحو تغييره".
وتوقع فاكس أن تكون الإدارة الأميركية المقبلة، تحت قيادة ترامب، هي الأكثر دعمًا لإسرائيل، مشيرًا إلى تعيين مايك هاكابي، المعروف بمواقفه المتشددة ضد الفلسطينيين، سفيرًا للولايات المتحدة في إسرائيل. واعتبر أن هذه الخطوة قد تعرقل أي عملية سلام طويلة الأمد في المنطقة.
وأشار فاكس إلى أن السياسات الأميركية ستظل تركز على حماية إسرائيل، وقال إن أي مواجهة محتملة مع إيران ستحدث فقط، إذا استمرت طهران في تهديد إسرائيل، لكنها لن تهدف إلى تغيير النظام، بل إلى الحد من "العدوان الإيراني".
واستشهد فاكس بمحاولة رئيس الوزراء الياباني السابق، شينزو آبي، للوساطة بين طهران وواشنطن خلال إدارة ترامب الأولى. وأوضح أن هذه المحاولة باءت بالفشل بعد أن رفضها المرشد الإيراني، علي خامنئي، مؤكدًا أن هذا الرفض يعكس الطبيعة العقائدية للنظام الإيراني، التي تعتبر أن الحوار مع الغرب غير مجدٍ.
ورأى فاكس أن الأولوية الحالية للإدارة الأميركية هي ضمان عدم قدرة إيران على تصدير عدم الاستقرار إلى خارج حدودها، قائلاً: "يجب أن نضمن أن إيران لا تستطيع زعزعة الاستقرار خارج حدودها، ومِن ثمّ يمكننا التركيز على معالجة المشكلات داخل طهران نفسها".
ورغم الضغوط المتزايدة على النظام الإيراني، يرى فاكس أن تغيير النظام في إيران يتطلب وقتًا طويلاً وجهودًا متأنية. وأشار إلى أن ما يحدث الآن هو مجرد خطوات أولية لإضعاف النظام اقتصاديًا ودبلوماسيًا، قبل التفكير في أي تغيير شامل.